أهمية المرأة في المجتمع لا تقل عن أهمية الرجل حيث تعد الأم والقائدة ومربية الأجيال فتقوم بتقديم شبابًا يافعًا لخدمة المجتمع والناس، كما أنها الأكثر تأثيرًا بهم، وتستطيع المرأة التكيف مع كافة الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وقد أعطى الإسلام للمرأة اهتمامًا كبيرًا فهي الأم والأخت والخالة والعمة والجدة والزوجة، وقد كلف الله الرجل والمرأة بالاستخلاف في الأرض وتربية الأبناء.
أهمية المرأة في المجتمع
للمرأة دورًا عظيمًا في التقدم الإنسان، كما أن لها مكانة عظيمة في المجتمع، وتتمثل المسؤولية الرئيسة للمرأة في الحفاظ على البشرية والجنس البشري، كما أنها تلعب دور الأم، الزوجة، الأخت، المعلم، الاقتصادي، وربة المنزل، بالإضافة إلى العديد من الأدوار التي لا يمكن الاستغناء عنها.
وتعد المرأة العمود الفقري لتطور الأمة، حيث تشكل النساء نصف عدد سكان العالم.
قبل سنوات عديدة كانت مشاركة المرأة في المجتمع محدودة، ولكنها أصبحت ذات تأثير كبير في المجتمع وتلعب أدوارًا رئيسية في العديد من المجالات الهامة.
أصبح للمرأة دورًا في السياسة والاقتصاد، والطب، والأعمال التجارية والصناعية، والقانون.
ويرجع ذلك إلى أن النساء يقمن بتطوير أنفسهن، ويناضلن لتحسين أوضاعهن السياسية والاجتماعية والاقتصادية، حيث يقاس تطور المجتمعات بتطور المرأة الثقافي والاجتماعي ومساهمتها في بناء مجتمع ثقافي متطور.
يجب احترام المرأة ووضعها في المكان المناسب لكي يتم بنا مجتمعات مزدهرة ومتطورة.
أهمية دور المرأة في بناء المجتمع
يقاس تقدم المجتمعات وتأخرها بدور المرأة في المجتمع، فإن الدولة التي تهتم بالمرأة وتشاركها في كافة المجالات تصبح دولة متقدمة، وقد أثبتت النساء أنهن لهن تأثيرهن الخاص داخل المجتمع، وإليكم دور المرأة في بناء المجتمع:
1. دور المرأة في الأسرة
الأم هي المربية الأولى للطفل حيث ترافقه دائمًا منذ ولادته، وتعطيه المودة وتؤسسه بشكل صحيح ليصبح عالمًا أو طبيبًا أو كاتبًا، وغيرها من الأدوار التي تقوم برفع مكانة الأمة وتجعلها في المرتبة الأولى بين الدول.
تقوم المرأة بمنح الطفل الأمان ومساعدته في تخطي الأزمات ليتمكنوا من الصمود وإكمال الحياة.
كما أنها مفتاح الحياة والمساهمة في التنمية المستدامة في الأسرة والمجتمع، وذلك عن طريق الأدوار المختلفة والمتنوعة التي تقوم بها في الأسرة.
2. دور المرأة في الطب
تعلب المرأة دورًا بارزًا في العديد من المجالات منها المجال الطبي منذ القدم، ولكن قديمًا كانت المهام التي توكل إليها بسيطة تقتصر على التمريض، أما اليوم فقد تفاقم دورها بعد دخولها في مجال الطب ودراسته، وقد أثبتت جدارتها في دراسته، ومن أكثر المجالات الطبية التي لاقت رواجًا عند المرأة الطب العام وطب النساء والولادة.
وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم اشتهر العديد من النساء المسلمات بطلب العلم ثم بتعليمه للناس، من أولئك السيدة عائشة رضي الله عنها، حيث روت الآلاف من الأحاديث النبوية ونقلت عن النبي صلى الله عليه وسلم تفاصيل حياته، كما أنها كانت ضليعه في علم الطب المتوفر في ذلك الوقت؛ بالرقي والأعشاب وما شابهها، حتى تعجب ابن أختها عروة بن الزبير فسألها عن ذلك فأخبرته أن الأطباء كانوا يأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم عندما يمرض ويصفون له الأدوية فحفظت ذلك عنهم”.
فقد كانت النساء حريصات على طلب العلم خاصة الشرعي منه لأنه السبيل للتعرف على أحكام الدين.
3. دور المرأة في الزراعة
تقوم المرأة بالمشاركة في المجال الزراعي ومساعدة أزواجهن خاصة في القرى والمناطق الريفية، حيث يعملن مع أزواجهن وأسرهم في تلك المناطق.
ويختلف دور المرأة باختلاف المنطقة والمكان، فمنهن مت تعمل بالحصاد ومنهن من تعمل في البيع بالأسواق، ورعاية الحيوانات وغيرها.
تعمل المرأة في المجال الزراعي بنسبة 44% في البلاد النامية، وذلك يؤكد أهمية دور المرأة في المجال الزراعي.
4. دور المرأة في سوق العمل
تشارك المرأة في سوق العمل بنسبة تصل إلى 30%، حيث تعمل على رفع مستوى المعيشة الخاص بها ومكافحة الفقر.
وكانت المرأة في صدر الإسلام تملك مالها الخاص فتتاجر، وتصنع الأشياء لتكسب منها، وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تأخذ نصيبها من بيت المال كغيرها من النساء وتأتيها الهدايا من ابن أختها عبد الله بن الزبير ومن معاوية ابن أبي سفيان فتنفق بسخاء على الفقراء والمحتاجين.
ومما يدل على استقلال المرأة في ذلك الوقت، الحديث أن امرأتين سألتا النبي صلى الله عليه وسلم: “هل يجوز أن تعطي المرأة الصدقة لزوجها وأبنائها؟ فأخبرهن النبي صلى الله عليه وسلم بجواز ذلك، وأن لها أجرين، أجر الصدقة وأجر الصلة”.
5. دور المرأة في السياسة
للمرأة دورًا هامًا في المجال السياسي على الرغم من قلة الأعداد المشاركة في ذلك المجال، إلا أنه قد يكون للمرأة تأثير عشرة رجال بسبب عامل التمييز.
تساعد مشاركة المرأة سياسيًا في إضافة مبادئ وقيم تتعلق بتحقيق الإنصاف، والتعاون والمرونة، وتتوازن مع قيم ومبادئ الرجال الموجودين في المجال السياسي، كما تساعد المرأة في تحقيق نتائج عديدة، ولفت الأنظار إلى قضايا سياسية عديدة وتقديم اقتراحات وحلول للقضايا.
وقد كانت المرأة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم تشارك في العملية السياسية كلما سنحت لها الفرصة، فتشير برأيها وتشارك بنفسها وتدفع بزوجها وأبنائها.
فالسيدة خديجة كانت مع زوجها في صراعه مع قومه في مكة وهو يدعوهم إلى الدين الجديد الذي سيقلب حياتهم بالكامل رأسًا على عقب بما في ذلك النظام السياسي السائد عندهم، فكان موقف خديجة من اليوم الأول: (والله لا يخزيك الله أبدًا؛ إنك لتكسب المعدوم وتقري الضيف وتحمل الكل وتعين على نوائب الحق)، فكانت خديجة وراء هذا الرجل العظيم تسانده وتؤازره وتقف في صفه.
يمكنكم الاطلاع على: عبارات عن المرأة القوية | عندما تلتقي العزيمة بالإرادة
دور المرأة المسلمة في بناء المجتمع في عصر النبي صلى الله عليه وسلم
وقد شاركت المرأة في عصر النبوة وعصر الخلفاء الراشدين في شتى مجالات الحياة، وقد انخرطت في عديد من الميادين، وحققت الإنجازات الباهرة التي عجز عن تحقيقها الرجال
1. هي أول من أسلم من الناس:
أول من أسلم من الناس كانت امرأة وهي السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وكان لسبقها في الإسلام وتصديقها أثر كبير في نفس النبي صلى الله عليه وسلم، لم ينسه في حياتها وبعد مماتها، فكان بعد مماتها يتذكر أهلها وصديقاتها بالهدية والصلة.
2. التضحية في سبيل الله
أول شهيد في الإسلام كانت امرأة وهي سمية أم عمار بن ياسر التي صبرت على الأذى والاضطهاد ولم ترض أن ترجع لدين الكفار فقتلها أبو جهل، ثم بشرها النبي صلى الله عليه وسلم وزوجها وابنها بالجنة.
3. المشاركة في الهجرة
شاركت المسلمات في الهجرة فرارًا بدينهم ورغبة في عبادة الله وحده، وصبرن في سبيل ذلك على مرارة العيش وشدته، فقد هاجر كثير من النساء إلى الحبشة منهن رقية بنت محمد صلى الله عليه وسلم وزوجها عثمان بن عفان، ثم هاجر العديد منهن أم حبيبة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، وأسماء بنت عميس زوج جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وفاطمة بنت صفوان بن أمية زوجة عمرو بن سعيد بن العاص.
الهجرة هي الفرار بالدين والرغبة في المحافظة عليه في مقابل التضحية بالوطن والأهل، وقد هاجر إلى المدينة فيما بعد نساء كثيرات وكانت أول امرأة تهاجر إلى المدينة أم سلمة وقد صارت فيما بعد زوجة النبي صلى الله عليه وسلم.
4. الصدقة
كانت النساء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يكثرن من التضحية بالمال والصدقة في سبيل الله، منهم السيدة خديجة التي أنفقت أموالها في سبيل الله، حتى قال صلى الله عليه وسلم: “آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء”.
وقد حرصت أمهات المؤمنين على أداء فريضة الحج؛ وأداء العمرة مع النبي صلى الله عليه وسلم، مع صعوبة السفر في ذلك الوقت.
اقرأ أيضًا: لبس أهل الحجاز للنساء (أزياء نسائية تعكس التراث)