محظورات الإحرام للنساء هي الأشياء التي يُمنع منها المحرم بحج أو بعمرة، وهي تقسم إلى أقسام منها ما هو خاص بالنساء فقط، ومنها ما هو خاص بالرجال فقط، ومنها ما هو محرم على النساء والرجال، وسوف نذكر ماهية الإحرام ومحظورات الإحرام للنساء وفضائل الحج والعمرة في السطور التالية.
الإحرام في الحج
الإحرام في اللغة: مصدر أحرم الرجل يحرم إحرامًا إذا أهل بالحج أو العمرة، وباشر بأسبابهما، وشروطهما، من خلع المخيط، واجتناب الأشياء التي منعه الشرع منها: كالطيب، والنكاح، والصيد.
شرعًا: هو نية الدخول في النسك من الحج، وسُمي بذلك لأنه يحرم على نفسه بالدخول في النسك أشياء كانت مباحة له من قبل.
محظورات الإحرام
الحظر هو المنع والحجر، وحظر الشيء: أي منعه.
ومحظورات الإحرام هي ما يحرم على المحرم فعله بسبب الإحرام.
محظورات الإحرام للنساء
يوجد عدد من المحظورات لتي يجب عدم الاقتراب منها حتى لا يفسد الإحرام، وتتمثل فيما يلي:
1. لبس القفازين والنقاب
يحرم على المرأة أن تلبس النقاب والقفازين أثناء الإحرام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ولا تنتقب المرأة المحرمة، ولا تلبس القفازين” رواه البخاري في صحيح البخاري.
إذا احتاجت المرأة إلى ستر وجهها؛ لمرور الرجال الأجانب قريبًا منها، فإنها تسدل الثوب أو الخمار من فوق رأسها على وجهها، قال عائش رضي الله عنها: “كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذو بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه”.
وقد ثبت عن فاطمة بنت المنذر أنها قالت: “كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق” رواه الألباني في أرواء الغليل عن فاطمة بنت المنذر.
2. الفسق والجدال
الفسق هو الخروج عن طاعة الله سبحانه وتعالى، وهو من مفسدات الإحرام، أما الجدال فهو أن يجادل المسلم صاحبه حتى يغضب لقوله تعالى “فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج”، فالفسوق جميع المعاصي، والجدال الممنوع مت كان بالباطل، وهو الجدال الذي يترتب عليه عداوة وبغضاء، وأما الجدال بالتي هي أحسن لإظهار الحق فهور مأمور به، بقول الله تعال:” وجادلهم بالتي هي أحسن”، وقوله تعالى “ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم”.
3. حلق شعر الرأس
ويُلحق به شعر سائر البدن لقوله تعالى” ولا تحلفوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله”، وهذا يدل على تحريم حلق الرأس ويقاس عليه شعر سائر البدن.
4. تقليم الأظفار من اليدين أو الرجلين
تقليم الأظافر من اليدين أو الرجلين بلا عذر، لأنه إزالة جزء من البدن تحصل به الرفاهية، إلا إذا انكسر ظفره وتأذى به فلا بأس أن يزيل المؤذي منه فقط ولا شيء عليه، فقد قال بن المنذر: “وأجمعوا على أن المحرم ممنوع من أخذ أظفاره، وأجمعوا على أن له أن يزيل عن نفسه ما كان منكسرًا منه”.
5. الطيب
من محظورات الإحرام تعمد استعمال الطيبي بعد الإحرام في الثوب أو البدن، أو المأكول، أو المشروب، كأن يشرب قهوة فيها زعفران، إلا إذا كان قد ذهب طعمه وريحه؛ لحديث يعلي بن أمية أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف ترى في رجل أحرم بعمرة وهو متمضخ بطيب؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ساعة، فجاءه الوحي، فأشار عمر إلى يعلي رضي الله عنه، فجاءه يعلي وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوب قد أُظل به، فأدخل رأسه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم محمر الوجه، وهو يغط، ثم سري عنه، فقال: :”أين السائل عن العمرة؟” فأتي برجل فقال” “اغسل الطيب الذي بك ثلاث مرات، وانزع عنك الجبة، واصنع في عمرتك ما تصنع في حجتك”.
6. الصيد
من محظورات الحج أيضًا قتل صيد البر الوحشي المأكول، واصطياده لقوله تعالى”يأيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم”، وقوله سبحانه “وخرم عليكم صيد البر ما دمتم حرمًا”.
ولحديث الصعب بن جثامة الليثي رضي الله عنه:” أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمارًا وحشيًا، وهو بالأبواء أو بودان فرده عليه، فلما رأى ما في وجهة قال: “إنا لم نرده إلا أنا حرمٌ”.
7. عقد النكاح
فلا يتزوج المحرم، ولا يزوج غيره بولاية ولا وكالة، ولا يخطب، ولا يتقدم إليه أحد ليخطب ابنته أو أخته أو غير ذلك، لحديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا ينكح المحرم، ولا ينكح، ولا يخطب ولا يخطب عليه”.
8. الوطء الذي يوجب الغسل
لقوله تعالى “الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج”، والرفث هو الجماع، فمن حصل له الجماع متعمدًا قبل التحلل الأول فسد نسكه، ويجب عليه إتمامه وعليه بدنة، ويقضي الحج بعد ذلك، أما من حصل له الجماع بعد التحلل الأول فإنه لا يبطل حجه، وعليه ذبح شاه.
ويدخل في الرفث جميع الفحش من القول والفعل.
9. قطع شجر الحرم وحشيشه
يحرم على المحرم قطع شجر الحرم وحشيشه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يختلي خلاها ولا ينفر صيدها، ولا تلتقط لقطتها إلا لمن أشاد بها ولا يصلح لرجل أن يحمل فيها السلاح لقتال، ولا يصلح أن يقطع منها شجرة، إلا أن يعلف الرجل بعيره”.
من يفعل محظورات الحج له ثلاث حالات الأولى: أن يفعل المحظور بلا عذر ولا حاجة فهذا يكون آثمًا وعليه الفدية، والثانية: أن يفعل المحظور لحاجته إلى ذلك كأن يحتاج القميص لدفع برد يؤدي إلى ضرره، الحالة الثالثة: أن يفعل الحظور ولديه عذر كأن يكون جاهلًا أو ناسيًا أو مكرهًا أو نائمًا فلا إثم عليه، وقد اختلف أهل العلم أعليه فدية أم لا والأقرب أنه لا شيء عليه لقوله تعالى: “وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن تعمدت قلوبكم”، وقوله تعالى “ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا”.
فضائل الحج والعمرة
1. قال الله تعالى: “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين”.
2. قال صلى الله عليه وسلم: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”.
3. قال صلى الله عليه وسلم: “من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه”.
4. وقال صلى الله عليه وسلم: “خذوا عني مناسككم”.
5. يجب أن يكون المال مالًا حلالًا حتى يقبلهما الله تعالى، لقوله صلى الله عليه وسلم: “إن اله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا”.
6. الحج مؤتمر عظيم للمسلمين، ليتعارفوا ويتحابوا، ويتعاونوا على حل مشاكلهم وليشهدوا منافع لهم في الدنيا والدين.
7. تجوز العمرة في شهر رمضان لكنها في شهر رمضان أفضل لقوله صلى الله عليه وسلم: “عمرة في رمضان تعدل حجه” متفق عليه.
8. الصلاة في مسجد الكعبة خير من مائة ألف صلاة في غيره لقوله صلى الله عليه وسلم: “صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيمَا سواه من المساجد إلا مسجد الكعبة”.
يمكنكم الاطلاع على: شرح كيفية أداء العمرة للنساء بالتفصيل
المراجع:
كتاب مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة تأليف سعيد بن علي بن وهف القحطاني
كتاب الحج المبرور معلومات مهمة عن العمرة والحج، محمد بن جميل زينو المدرس في دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة.